آلام التسنين وتقلب مزاج الأطفال

آلام التسنين وتقلب مزاج الأطفال



يتسبب التسنين (ظهور الأسنان) في تقلب أمزجة الأطفال، وتغير انفعالاتهم، وكثرة شكواهم، ويستمر المزاج السيئ مع أعراض مرضية بسيطة كلما شق سن طريقه إلى الخارج.


وعادة ما يشعر الأطفال بضيق، وألم، وتورم اللثة، وارتفاع درجة الحرارة، وعلى الأم أن تدرك ذلك التغير في طفلها، وتبدأ بفحص لثتيه العليا والسفلى؛ لملاحظة بداية نمو السن.



ولا يقتصر الضيق والألم على الطفل، بل ينسحب أيضاً إلى الوالدين اللذين يعانيان بشكل متزامن من معاناة طفلهما، وتتسبب كثرة الشكوى في إقلاق راحتهما، واضطرار الأم إلى السهر بجانب طفلها.



تجر عملية التسنين معها العديد من المشكلات الصحية، إذ تضعف مناعة الطفل ويصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وتزداد كمية اللعاب الذي يسيل من فمه، ويؤدي ابتلاع الطفل لهذا اللعاب إلى آلام، واضطراب حركة الأمعاء، وبالتالي يعاني الطفل المغص.



ولا تعد جميع الأمراض الآنفة الذكر سيئة للطفل، إذ يسهم السائل اللعابي في ترطيب لثة الطفل، وتورمها مما يمهد الطريق أمام السن.



في المقابل تحفز الالتهابات المعوية الناشئة من بعض الفيروسات، الأسنان على الخروج إذا تزامنت مع عملية التسنين، ولكن يصحب نموها معاناة شديدة بعكس الظروف الطبيعية.



متى يبدأ التسنين؟

يحدث التسنين لدى الأطفال بعد بلوغهم الشهر الخامس أو أكثر، ونادراً ما يحدث قبل هذه السن. ويكتمل ظهور الأسنان اللبنية (20 سناً) خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل.



ليس على الوالدين أن يقلقا إذا تأخر نمو أسنان طفلهما بعد بلوغه الشهر السابع أو الثامن، فكما يقول الدكتور طارق رنه استشاري طب وجراحة الأسنان بمركز نهج التقوى للأسنان: قد يبلغ الطفل عامه الأول وليس في فمه أسنان لأسباب وراثية، أو لأن أسنانه لم تظهر خارج اللثة وبقيت مدفونة تحتها.



وتتسبب بعض الأمراض في تأخير نمو أسنان الطفل، كمرض مسامية العظام، أو كساح الأطفال.



وفي حالات نادرة يولد الطفل بسن أو اثنين يلمعان في فمه. وتشكل هذه الحالات واحداً لكل ألفي مولود، ولذا فهي نادرة الحدوث، ولا تسبب هذه الأسنان أي مضار، بل ربما تختفي مع مرور الزمن بفعل الضغط الناشئ عن الرضاعة، ثم تعاود الظهور مجدداً في وقتها المحدد.



تستمر المشكلات الصحية، وأعراض التسنين حتى يستكمل الطفل أسنانه اللبنية، وكلما زاد عدد الأسنان في الفم قلَّ احتمال تعرضه للأمراض وازدادت مناعته ضدها، ولهذا فإن العناية مطلوبة جداً في بدايات التسنين ليجتاز الطفل المرحلة بسهولة.



إذا لاحظت بدايات الشكوى على طفلك فلا تترددي في أخذه إلى الطبيب، ولو كانت الأعراض التي يشتكي منها بسبب ظهور الأسنان، فإن لدى الأطباء تقدير جيد، وتشخيص سليم لحالة الطفل.



آلام التسنين:

يمكنك بأقل جهد تخفيف آلام طفلك الناشئة عن التسنين، الدكتور طارق رنة ينصحك بالخطوات التالية لتحقيق هذا الهدف:

• لفي قطعة قماش حول إصبعك ثم مرريها على لثة طفلك لإزالة البكتريا العالقة باللثة، وتسهيل خروج الأسنان.

• يفضل الأطفال حك لثتهم بشيء قاس، أعطي طفلك كسرة من البسكويت، أو عضاضة لمساعدته على التخلص من تهيج اللثة.

• يفضل أن تكون العضاضة باردة، لذا احتفظي بها في الثلاجة. بعض أنواع العضاضات تحتوي على سائل (جل)، بمقدوره الاحتفاظ بالبرودة لوقت أطول.

• استشيري طبيبك حول بعض الأدوية المسكنة للآلام، والمساعدة على نمو السن. بعض هذه الأدوية موجود على شكل (جل) يمرر على لثة الطفل.

• اصحبي طفلك إلى الطبيب إذا اشتدت عليه الأعراض، ولا تهمليه بحجة أنه يعاني التسنين لا أمراضاً فعلية.

• تذكري دائماً أن التغذية السليمة للطفل تؤدي إلى نمو أسنانه بشكل طبيعي، واحرصي على أن ترضعيه رضاعة طبيعية.



حافظي على أسنانه:

لا تقتصر العناية بالأسنان على البالغين، والقادرين على استعمال الفرشاة، بل تمتد العناية بالأسنان إلى بدايات ظهورها.

وتؤدي قطعة من القماش هذا الغرض لطفلك الصغير بتمريرها على جانبي الأسنان.

أما عندما يكون الطفل قادراً على استخدام الفرشاة فيمكن الحفاظ على أسنانه كما يقول الدكتور طارق رنة بالخطوات التالية:

• اختاري معجون أسنان خاص بالأطفال يحتوي على نسبة أقل من الفلورايد، إذ يضطر الطفل في أحيان كثيرة إلى ابتلاع المعجون.

• أحضري طاقم أسنان صناعي (خفيف) ليكون دمية بين يدي طفلك، واتركيه يلعب به بالفرشاة، مع تدريبه على أفضل وسائل تنظيف الأسنان.

• لا تكافئي ابنك بالحلوى في غالب الأمور، قدمي له الحلوى مع الوجبات.

• عوِّدي طفلك المبادرة إلى تنظيف أسنانه، كلما تناول وجبة حتى لو كانت قليلة.

• ربما يشق على طفلك النظام الصارم في التنظيف، وأقل الأمور أن يتعود الطفل المضمضة.

• للسواك دور كبير في المحافظة على نظافة السن، ويتخذ الطفل والديه قدوة في أمور كثيرة. التزمي ووالده بهذه السنة المطهرة، وأعطي طفلك سواكاً يتسلى به، وينظف به أسنانه.

Comments

Popular Posts